آخر الأحداث والمستجدات
قصر أبوعام بمدينة الريصاني يواجه خطر الاندثار وسط احتجاجات السكان ولامبالاة المسؤولين (صور)
في ظل الأوضاع المزرية التي يعيشها قصر أبوعام بمدينة الريصاني ومهد العلويين جرّاء مشروع الترميم الذي تحول في غفلة من الساكنة إلى تهديم يهدد حياة عشرات الأسر بعدما شرد عشرات اخرى، وبعد كل الخطوات التي اقدم عليها شباب أبوعام وساكنته مند تاريخ 2007 إلى الآن من مراسلات وشكايات ووقفات ومسيرات … تدعوا في مجملها إلى ضرورة التدخل العاجل لإصلاح الوضع ومحاسبة كل المتورطين في الخروقات التي شهدها الشطر الاول من مشروع الترميم، وأمام سياسة التماطل والتسويف الممنهجين التي قوبلت بها مطالب الساكنة العادلة والمشروعة قامت جمعية أبوعام للمحافظة على البيئة وإحياء التراث، بمجموعة من الخطوات تجلت بشكل أساسي في القيام بوقفة احتجاجية متبوعة باعتصام أمام قصر أبوعام، إلا أن السلطات قامت بقمع هذه الأشكال الاحتجاجية السلمية.
بتاريخ 02/08/2014 قامت الجمعية بكتابة عارضة احتجاجية جمعت من خلالها أكثر من 150 توقيعا، وقبلها عارضة ضمت أكثر من 290 توقيعا من كل الساكنة المتضررة بشكل مباشر أو غير مباشر .
وبتاريخ 04/08/2014 قامت الجمعية بإخبار باشوية مولاي علي شريف بالريصاني عزمها القيام بوقفة احتجاجية سلمية متبوعة باعتصام ، الا انه لم يكن هناك أي رد من قبل السلطات المعنية، فخرجت ساكنة قصر أبوعام يوم الاربعاء 06/08/2014 في وقفة احتجاجية سلمية امام القصر رفعت فيها شعارات تندد باستمرار الأوضاع المزرية ، وتطالب بضرورة التدخل العاجل للإصلاح، وفي ذات الوقفة الاحتجاجية فتحت حلقية للنقاش، تفاعل فيها سكان القصر بمختلف الفئات والاعمار ( شبابا، شيوخا، نساء …) حيث أجمع الكل على ضرورة التصعيد والتنويع في الاشكال النضالية و تقرر خوض اعتصام سلمي أمام القصر في ظل غياب أي تجاوب فعال من قبل الجهات المعنية .
بعد العديد من المشاورات بين شباب قصر أبوعام وعموم الساكنة تقرر بدء الاعتصام الصامت والسلمي يوم الخميس 07/08/2014 بعد صلاة العصر مباشرة، اجتمع سكان القصر في الباحة الداخلية للقصر وخرجوا وهم يرفعون شعارات ولافتات تدعوا إلى ضرورة التدخل العاجل لإصلاح الوضع، ليتفاجأ الجميع أمام القصر بتدخل مفاجئ لعناصر من الامن، أرهب النساء والأطفال بعد أن اعتدت بالضرب والتجريح على الساكنة وقامت بمصادرة اللافتات وغيرها، ولم تكد الساكنة تلتقط أنفاسها بعد هذا التدخل القمعي الهمجي، حتى كانت المفاجأة أكبر بانزال أمني غير مسبوق لعناصر من القوات المساعدة والشرطة التي قامت بتطويق أمني وحاولت مند البداية تفريق المتظاهرين، تراجع السكان إلى الباحة الخاصة بالقصر واستمروا في رفع الشعارات أمام استفزازات متكررة لعناصر الأمن التي حاولت مصادرة العديد من الهواتف الجوالة التي كانت توثق للحدث .
لم يكد يمر وقت طويل حتى تفاجأ الجميع مرة أخرى ، بعناصر الأمن وهي تنهال على المتظاهرين السلميين بالعصي والهراوات والضرب بالأحذية وغيرها من الوسائل القمعية الأخرى، حيت أسفر هذا التدخل الهمجي الغير المسبوق عن العديد من الاصابات والاعتقالات التعسفية لمجموعة من سكان القصر ومن المتضررين والذين تعرضوا لعنف مبرح أحدث كدمات في أنحاء مختلفة من أجسادهم وغيرهم من العناصر الاخرى ليبدأ بعدها مسلسل آخر من المطاردات والتخويف بكل الأشكال حيث انتشر عدد كبير من عناصر الامن في القصر والأحياء المجاورة.
بعدها خرجت جموع غفيرة من سكان القصر مكونة من النساء والاطفال والشيوخ والشباب في اتجاه “الكوميسارية” للمطالبة بإطلاق صراح المعتقلين لكن أعداد غفيرة من عناصر الأمن استوقفتهم في الشارع العام فكان إصرارهم عدم العودة، إلا ومعهم جميع المعتقلين، فأطلق صراحهم بعد تحقيقات روتينية توصلت من خلالها سلطات الأمن إلى نتيجة مفادها أن جميع المعتقلين هم متضررون بشكل مباشر، وحاولت أيضا تلفيق بعض التهم وخلق التفرقة في صفوف الساكنة .
الكاتب : | بريمي ابراهيم |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2014-08-15 14:36:30 |